تأثير مرض الرضيع على الأم: المشاعر والدعم النفسي
تمر الأم بتجربة معقدة عندما يمرض رضيعها؛ إذ تختلط مشاعرها بين الخوف على صحة صغيرها، والحب العميق الذي يمنحها القوة لمساندته. فليست كل مشاعرها حزناً وقلقاً، بل ترافقها أيضاً مشاعر الحنان، والرغبة الصادقة في حماية طفلها، مما يجعل هذه المرحلة مزيجًا بين الضعف والإصرار. سنتناول في هذا المقال تأثير مرض الرضيع على مشاعر الأم وأفكارها، بالإضافة إلى دور الدعم النفسي والاجتماعي في مساعدتها على تجاوز هذه الأوقات الصعبة.
كيف تتأثر مشاعر الأم بالقلق والتوتر عندما يُصاب رضيعها بمرض؟
تتعرض الأم لمجموعة من المشاعر القوية والمتناقضة عند مرض رضيعها. بعض المشاعر الرئيسية التي قد تعاني منها الأم عند مرض رضيعها تشمل:
- القلق: يمكن أن يكون القلق واحداً من أبرز المشاعر التي تعتري الأم عندما يكون رضيعها مريضاً. القلق بشأن الحالة الصحية للطفل أو مدى شدتها يمكن أن يكون مرهقاً عاطفياً.
- الفزع: تختلف مصادر الخوف من شخص لآخر، ولكن الأم غالباً ما يثيرها الخوف من عدم تمكنها من تقديم الرعاية الكافية لرضيعها.
- الحزن: من الطبيعي أن تشعر الأم بالحزن، فهي عاجزة عن مساعدة طفلها بشكل كامل. مما يمكن أن يؤثر على صحتها العاطفية.
- العجز: يمكن للأم أن تشعر بعدم القدرة على فهم السبب وراء مرض الرضيع أو عدم القدرة على التحكم. مما يثير مشاعر سلبية مثل العجز أو الضياع.
تجد الأم نفسها في حالة من الضعف والإرهاق نتيجة للقلق والرعاية المستمرة لرضيعها المريض، مما يؤثر على طاقتها وقدرتها على التعامل مع الموقف.
ما هي الأفكار الشائعة التي تنشأ في عقل الأم خلال فترة مرض رضيعها؟
تنشأ العديد من الأفكار الشائعة في عقل الأم أثناء مرض طفلها، ومن بين تلك الأفكار:
- الشعور بالذنب: من المشاعر والأفكار التي قد تسيطر على الأم الذنب لاعتقادها أنها لم تقدم الرعاية والحماية اللازمة للرضيع. أو بسبب عدم تمكنها من معالجة طفلها فور مرضه.
- التفكير بمستقبل الطفل: في الكثير من الأحيان خاصة إن كان المرض شديداً، قد تفكر الأم بمدى تأثير المرض على مستقبل طفلها وعن كيفية التعامل معه.
- التفكير بالعجز: قد تشعر الأم بالعجز والضعف لعدم قدرتها على التحكم في الوضع وحل المشكلة.
- القلق بشأن تأثير المرض على الحياة اليومية: قد تشغل الأم ذهنها بأفكار حول كيفية تأثير مرض الطفل على الحياة اليومية للعائلة وبشكل خاص على حياتها الشخصية والمهنية. حيث ترغب في التخلص من المرض بأسرع وقت لعودة روتين المنزل لسابق عهده.
- التفكير بالعزلة والوحدة: من الطبيعي أن تفكر الأم بمدى وحدتها عندما لا تحصل على الدعم الكافي من الأشخاص المحيطين بها خلال هذه الأوقات.
- الشك في قدراتها كأم: قد تثير الظروف الصعبة شكوكاً في قدراتها ومشاعر الأمومة وتجعلها تتساءل عما إذا كانت تقوم بما يكفي لرعاية طفلها.
من المهم تفهّم أفكار الأم السلبية خلال مرض رضيعها والتعامل معها بشكل صحيح لضمان تقديم الدعم اللازم للأم في هذه الظروف الصعبة.
هل الدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً في مساعدة الأم على تخطي هذه التحديات؟
يلعب الدعم النفسي والاجتماعي دوراً حاسماً في مساعدة الأمهات على تخطي التحديات العاطفية التي تواجههن خلال مرض أطفالهن. يشمل ذلك:
- تقديم الدعم العاطفي: استماع الشريك أو الأصدقاء إلى مشاكلها ومخاوفها بدون انتقاد يمكن أن يخلق بيئة داعمة. الأمر الذي يولد لديها مشاعر العون والفرح.
- تقديم المساعدة العملية: لا ينحصر الدعم الاجتماعي على الاستماع فقط، بل تقديم المساعدة في العناية بالطفل أو إنجاز بعض الأعمال المنزلية الضرورية.
- الحصول على المساعدة النفسية: يعتبر الحصول على استشارة من أخصائي نفسي اقتراحاً رائعاً للحصول على الدعم.
لمزيد من المعلومات حول أهمية الدعم النفسي، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو:
كيف يمكن للأم الحصول على الدعم النفسي المناسب خلال هذه الفترة؟
تحصل الأم على الدعم النفسي المناسب خلال فترة مرض رضيعها للتقليل من المشاعر السلبية باتباع الخطوات التالية:
- البحث عن مجموعات الدعم: يمكن للأم البحث عن مجموعات دعم للأمهات اللواتي يواجهن تحديات مماثلة. هذه المجموعات يمكن أن تكون مفيدة جداً لتبادل الخبرات والدعم المتبادل.
- العناية بالنفس: يجب عدم التقليل من أهمية العناية بالنفس. ويمكن ذلك بتخصيص وقت للراحة أو الاسترخاء. سواء كان ذلك من خلال القيام بنشاط ممتع أو ببساطة الاسترخاء.
- التفكير الإيجابي: يجب على الأم ممارسة التفكير الإيجابي والتركيز على الجوانب الإيجابية. وتذكير نفسها بأن الدعم الذي تقدمه لطفلها يعتبر بحد ذاته أمراً قيماً.
الاهتمام بالصحة النفسية للأم خلال فترة مرض طفلها أمر بالغ الأهمية، مما يساعدها على تقديم الدعم والرعاية اللازمة للطفل وتجاوز هذه الظروف الصعبة.
كلمة من عرب ثيرابي
ينصح الأطباء في عرب ثيرابي الأمهات بالحصول على استشارة نفسية وتقييم الحالة النفسية عند مواجهة الأعراض التالية:
- الشعور بالحزن واليأس المستمر.
- التغيرات المزاجية الشديدة والمتكررة.
- صعوبة في النوم أو الأرق المستمر.
- فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
- صعوبة في التركيز والتذكر.
- الشعور بالوحدة والعزلة.
- الشعور بالذنب والإحباط.
- الأفكار الانتحارية.
نصائح نفاس
إذا مرض رضيعك، فلا تنسي الاهتمام بصحتك النفسية أيضًا. خذي لحظات للراحة، ولا تترددي في طلب الدعم من شريكك أو أفراد العائلة. تذكري أن الاعتناء بنفسك يساعدك على الاعتناء بطفلك بشكل أفضل، فالأم القوية نفسياً تمنح طفلها بيئة مليئة بالحب والطمأنينة.
الأسئلة الشائعة
هل من الطبيعي أن أشعر بالقلق أو الحزن عندما يمرض طفلي الرضيع؟
نعم، من الطبيعي جدًا أن تمرّي بمشاعر القلق والحزن وحتى العجز، فمرض الطفل يُثير مشاعر الأمومة العميقة، وقد يكون مرهقًا عاطفيًا ونفسيًا.
ما سبب شعوري بالذنب أو التقصير رغم أنني أعتني بطفلي؟
الشعور بالذنب شائع لدى الأمهات، خاصة عندما يمرض الطفل، لكنه لا يعني أنكِ قصّرتِ، بل هو انعكاس لحرصكِ الشديد على طفلك ورغبتك في حمايته دائمًا.
هل التفكير بالعجز أو الشك في قدرتي كأم أمر طبيعي؟
نعم، في الأوقات الصعبة مثل مرض الرضيع، من الطبيعي أن تتسلل هذه الأفكار، لكنها لا تعني أنكِ لست أماً جيدة، بل تدل على مدى التزامك ورغبتك في الأفضل لطفلك.
كيف يمكنني التعامل مع الشعور بالوحدة خلال هذه المرحلة؟
حاولي التحدث مع شخص تثقين به، أو انضمي لمجموعة دعم للأمهات، فمشاركة المشاعر تساعد في تخفيف الشعور بالوحدة وتعزز الإحساس بالتفاهم.
ما أهمية الدعم النفسي خلال مرض الطفل؟
الدعم النفسي يساعدكِ على تنظيم مشاعرك، والتخفيف من القلق والتوتر، مما يمنحكِ القوة والطاقة لرعاية طفلك بشكل أفضل.
هل يمكن أن يؤثر مرض الرضيع على صحتي النفسية؟
نعم، التوتر المستمر وقلة النوم والإرهاق قد تؤثر على نفسيتك، لذا من المهم مراقبة حالتك النفسية وطلب المساعدة إذا لزم الأمر.
ما هي علامات الحاجة إلى استشارة نفسية؟
إذا شعرتِ بالحزن المستمر أو القلق الشديد، أو واجهتِ صعوبة في النوم أو التفكير، أو بدأتِ تفقدين شهيتك أو رغبتك في التواصل مع الآخرين، فربما يكون من المفيد استشارة مختص.
كيف أعتني بنفسي وأنا منشغلة برعاية طفلي المريض؟
حتى لو كان الوقت قصيرًا، خصصي لنفسك لحظات صغيرة من الراحة، مثل الاستحمام بهدوء أو الاستماع إلى شيء تحبينه، فالعناية بالنفس لا تعني الإهمال بل التوازن.
هل التفكير بمستقبل الطفل أثناء مرضه أمر طبيعي؟
نعم، من الطبيعي أن تفكّري بتأثير المرض على مستقبل طفلك، لكن تذكري أن الأطفال يتمتعون بقدرة عالية على التعافي، ومع المتابعة الطبية والدعم سيعودون لصحتهم.
هل الدعم من الشريك أو العائلة مهم فعلاً؟
بالتأكيد، فالدعم العاطفي والعملي من المحيطين بكِ يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في شعورك بالقوة والراحة خلال هذه المرحلة.