العناية بالطفل

حقوق الطفل في الإسلام: رعاية شاملة وفقًا للقرآن الكريم

5 دقيقة قراءة
Children’s Rights in Islam: Comprehensive Care According to the Quran

يُعد القرآن الكريم معجزة الدين الإسلامي، وأنزله الله هدى للناس ورحمة بهم. فالقرآن بمثابة دستور الإسلام الذي يملي على الناس ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق. وقد ناقش القرآن العديد من الحقوق، ومنها حقوق رعاية الطفل لضمان حصوله على كامل فرصه في الحياة.

سنتناول في هذا المقال الحقوق التي منحها الله للأطفال في القرآن الكريم، والتي تضمن لهم حياة كريمة ورعاية شاملة تشمل مختلف جوانب حياتهم من اختيار الوالدين الصالحين، وحماية حقهم في الحياة، والتعليم، والرضاعة، إلى رعاية الأيتام وتربيتهم على القيم الإيمانية والأخلاقية.


اختيار الوالدين الصالحين وأثره على تنشئة الطفل

حث القرآن الزوج على اختيار زوجة صالحة تعينه في بيته وحسن تربية أطفاله، وعلى الزوجة اختيار زوج صالح يكون داعمًا لها، ويحمل مسؤولية الأسرة معها. وتكون نتيجة ذلك أن يحصل الطفل على أفضل درجة من التربية والرعاية. قال تعالى:

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ (النور:32)

حق الطفل في الحياة

حرم الله قتل النفس، وأكد على حماية حق الطفل في الحياة، محذرًا من قتله خوفًا من قلة الرزق، لأن الله هو المتكفل برزق الجميع، فقال تعالى:

﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ (الإسراء:31)

أهمية الرضاعة الطبيعية

جعل الله تعالى الرضاعة حقًا للطفل، حيث أوصى بأن تُرضع الأم طفلها لمدة عامين كاملين ليحصل على فرصة تامة في الرضاعة. كما أمر الأب بالتكفل بكل ما تحتاجه الأم وطفلها من المستلزمات حتى تتفرغ لرضاعته، وذلك لأهمية هذه المرحلة في حياة الطفل. قال تعالى:

﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ (البقرة:233)

رعاية الأيتام في الإسلام

أكد القرآن الكريم على أهمية رعاية اليتيم وحفظ حقوقه، وشدد على ضرورة عدم أكل ماله أو الإساءة إليه، بل أمر بالإحسان إليه وحفظ أمواله حتى يبلغ سن الرشد ويصبح قادرًا على تحمل مسؤوليتها، قال الله تعالى:

﴿ وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ ﴾ (النساء:6)

حق الطفل في التعليم

من الأمور الهامة أن يُعلم الأهل أطفالهم القرآن الكريم، وذلك لما له من دور في تهذيب النفس وتربية الإيمان في القلب. كما نقر أهمية تعلم العلوم الشرعية الأساسية حتى يفهم دينه جيدًا.

ينبغي أيضًا على الوالدين أن يوفرا للطفل احتياجاته اللازمة لتعلم علوم الدنيا كالطب أو الهندسة أو البرمجة أو غيرها من العلوم التي تنهض بها الأمم. قال الله تعالى:

﴿ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ ﴾ (الزمر: 9)

التربية الإيمانية للأطفال

شجع القرآن على تعليم العقيدة الإسلامية الصحيحة للأطفال، وأرشدهم إلى طريق الله، كما يُعلمنا الله في قصة لقمان كيف نقدم النصح الإيماني لأطفالنا، فقال تعالى:

﴿ وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ ﴾ (لقمان:13)

كما أمرنا الله بتعليم الأطفال الصلاة منذ صغرهم حتى يعتادوا على أدائها، فقال تعالى:

﴿ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ ﴾ (طه: 132)


اهتم القرآن الكريم بحقوق الطفل ورعايته، لأن الإسلام يعلم مدى أهمية الأطفال، فهم كنز يجب حفظه والعناية به ومراقبته جيدًا حتى لا يلحق به أي ضرر.

يمكننا تطبيق هذه الحقوق إذا استعنا بالله، وبدأ كل واحد منا بنفسه أولًا ثم قام بتقديم النصح لغيره إذا رأى تقصيرًا في حق الأطفال.

الأسئلة الشائعة

ما هي حقوق الطفل في الإسلام؟

يشمل الإسلام حقوق الطفل مثل الحق في الحياة، الرعاية، التعليم، الحماية من الأذى، الرضاعة الطبيعية، وحفظ ماله وحقوقه، مع التشديد على التربية الإيمانية والأخلاقية.

كيف أكد القرآن الكريم على حق الطفل في الحياة؟

حرم الله قتل الأطفال خوفًا من الفقر، مؤكدًا أنه هو الرزاق، كما جاء في قوله تعالى:**﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾** (الإسراء:31).

ما أهمية اختيار الوالدين الصالحين في تنشئة الأطفال؟

أوصى الإسلام باختيار الزوجين الصالحين لضمان تنشئة الأطفال على القيم الإسلامية السليمة، حيث قال تعالى:**﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ﴾** (النور: 32).

ما هو حق الطفل اليتيم في الإسلام؟

الإسلام شدد على حفظ حقوق الأيتام ورعايتهم، ومنع التعدي على أموالهم، كما جاء في قوله تعالى:**﴿ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡ ﴾** (النساء: 6).

لماذا شدد الإسلام على أهمية التعليم للأطفال؟

التعليم ينمي قدرات الطفل العقلية والإيمانية، وهو جزء أساسي من التربية الإسلامية، حيث قال الله تعالى:**﴿ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ ﴾** (الزمر: 9).

ما دور الأم في تربية الطفل في الإسلام؟

للأم دور أساسي في غرس القيم الإسلامية والأخلاقية في طفلها، كما أن الرضاعة الطبيعية حق للطفل، قال تعالى:**﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾** (البقرة: 233).

كيف يوجه الإسلام الأطفال للصلاة منذ الصغر؟

حث الإسلام على تعليم الأطفال الصلاة منذ الصغر ليعتادوا عليها، قال تعالى:**﴿ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ ﴾** (طه: 132).